غزوة تبوك
لم يكن قيصر الروم ليصرف نظره عما كان لمعركة مؤتة من الأثر الكبير لصالح المسلمين، فكان يرى أن القضاء يجب على قوتهم قبل أن تتجسد في صورة خطر عظيم لا يمكن القضاء عليه، فلم يقض قيصر بعد معركة مؤتة سنة كاملة حتى أخذ يهيئ الجيش من الرومان والعرب التابعة لهم من آل غسان وغيرهم، وبدأ بالتجهز لمعركة دامية فاصلة.
ووصلت الأخبار إلى المدينة وكان الزمان فصل قيظ شديد والناس في عسرة وموسم الثمار قد حان، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم أعلن في الصحابة أن يتجهزوا للقتال واستنفر القبائل وأهل مكة وتجهز الجيش الإسلامي ثم انطلق في حوالي الثلاثين ألف مقاتل، وكان أكبر عدد يخرج فيه المسلمون فلم يستطيعوا تجهيزه بصورة كاملة، وربما أكلوا أوراق الشجر من قلة الطعام حتى تورمت شفاههم، ونزل الجيش الإسلامي بتبوك وعسكر هناك، أما الرومان وحلفاؤهم فلما سمعوا بالمسلمين أخذهم الرعب فلم يجترؤا على التقدم واللقاء، وتفرقوا في البلاد، فكان لذلك أكبر الأثر في سمعة المسلمين العسكرية، وحصل بذلك المسلمون على مكاسب سياسية كبيرة وخطيرة، ثم جاءت الوفود إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فصالحوه وأعطوه الجزية وأيقنت القبائل التي كانت تعمل لصالح الروم أن اعتمادها عليهم قد فات أوانه فانقلبت لصالح المسلمين، وبطلت بعد هذه الغزوة في قلوب الجاهلين والمنافقين بقايا أمل في التربص بالمسلمين وإضعاف شوكتهم، ولذلك لم يبق للمنافقين أن يعاملهم المسلمون بالرفق واللين وأمر الله بالتشديد عليهم ونهى عن قبول صدقاتهم أو الصلاة عليهم وأمر بهدم مسجد التآمر الذي اتخذوه.
لم يكن قيصر الروم ليصرف نظره عما كان لمعركة مؤتة من الأثر الكبير لصالح المسلمين، فكان يرى أن القضاء يجب على قوتهم قبل أن تتجسد في صورة خطر عظيم لا يمكن القضاء عليه، فلم يقض قيصر بعد معركة مؤتة سنة كاملة حتى أخذ يهيئ الجيش من الرومان والعرب التابعة لهم من آل غسان وغيرهم، وبدأ بالتجهز لمعركة دامية فاصلة.
ووصلت الأخبار إلى المدينة وكان الزمان فصل قيظ شديد والناس في عسرة وموسم الثمار قد حان، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم أعلن في الصحابة أن يتجهزوا للقتال واستنفر القبائل وأهل مكة وتجهز الجيش الإسلامي ثم انطلق في حوالي الثلاثين ألف مقاتل، وكان أكبر عدد يخرج فيه المسلمون فلم يستطيعوا تجهيزه بصورة كاملة، وربما أكلوا أوراق الشجر من قلة الطعام حتى تورمت شفاههم، ونزل الجيش الإسلامي بتبوك وعسكر هناك، أما الرومان وحلفاؤهم فلما سمعوا بالمسلمين أخذهم الرعب فلم يجترؤا على التقدم واللقاء، وتفرقوا في البلاد، فكان لذلك أكبر الأثر في سمعة المسلمين العسكرية، وحصل بذلك المسلمون على مكاسب سياسية كبيرة وخطيرة، ثم جاءت الوفود إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فصالحوه وأعطوه الجزية وأيقنت القبائل التي كانت تعمل لصالح الروم أن اعتمادها عليهم قد فات أوانه فانقلبت لصالح المسلمين، وبطلت بعد هذه الغزوة في قلوب الجاهلين والمنافقين بقايا أمل في التربص بالمسلمين وإضعاف شوكتهم، ولذلك لم يبق للمنافقين أن يعاملهم المسلمون بالرفق واللين وأمر الله بالتشديد عليهم ونهى عن قبول صدقاتهم أو الصلاة عليهم وأمر بهدم مسجد التآمر الذي اتخذوه.