شعيب عليه السلام
ذكره في القرآن :
ورد ذكر شعيب عليه السلام في القرآن عشر مرات ، وفي مواطن متفرقة من سورة الأعراف ، وهود ، والشعراء ، والعنكبوت ، وقد أرسله الله إلى مدين ، ويعرفون أيضا بـ (أصحاب الأيكة) لقوله تعالى : (كذّب أصحاب الأيكة المرسلين إذ قال لهم شعيب ألا تتقّون ؟) ويرى بعض المفسرين أن (أصحاب الأيكة ) قوم آخرون غير أهل مدين ، أرسله الله إليهم بعد هلاك مدين فكذبوه فأخذهم عذاب (يوم الظلة) والصحيح أن أهل مدين هم أنفسهم أصحاب الأيكة ، لأن سورة الشعراء وضحت انهم كانوا يطففون المكيال والميزان ، وهذا وصف أهل مدين ، وسمّوا بأصحاب الأيكة لأن الأيكة هي الغوطة التي يكثر فيها الشجر ، وقد كانوا يجمعون بين التجارة والزراعة ،و أراضيهم كانت كثيرة الأشجار ، وافرة الثمار ، وفيها الحدائق والبساتين الغناء فلذلك سموا بأصحاب الأيكة .
نسبه عليه السلام :
هو (شعيب بن سيكيل بن يشجر بن مدين أحد أولاد إبراهيم الخليل عليه أفضل الصلاة والتسليم ) وأمّه بنت لوط عليه السلام وقد كانت بعثته بعد (لوط) لقوله تعالى في قصة قومه (وما قوم لوط منكم ببعيد ) وقبل رسالة موسى لأن الله تعالى لمّا ذكر نوحا ثم هودا ثم صالحا ثم لوطا ثم شعيبا أعقب ذلك بقوله (ثم بعثنا من بعدهم موسى بآياتنا إلى فرعون وملائه) فدلّ على أنّ (شعيبا) كان من قبل زمن موسى وهرون عليهما السلام . وقد اخطأ بعض المؤرخين فظنّ أن (شعيبا) كان زمنه بعد موسى بعدة قرون ، وهذا ينافي النص السابق ، وقد التبس الأمر عليهم بين (شعيب) وبين (شعيا) أحد الأنبياء الذين لم يذكرهم القرآن الكريم فطنوا أن (شعيا) هو شعيب ومن هنا جاء الخطأ كما نبّه عليه بعض المحققين من العلماء .
أين كانت مساكن أهل مدين ؟
كان أهل مدين قوما عربا يسكنون بلاد الحجاز ، مما يلي جهة الشام ، قريبا من (خليج العقبة) من الجهة الشمالية منه ، ويقول (الطبري) أن بين مصر وارض مدين ثماني ليال ويظهر أنها في الأرض المسماة الآن (معان) وهي جنوب فلسطين . وأهل (مدين) ينسبون إلى أحد أولاد إبراهيم وهو (مدين ابن إبراهيم) وفي التوراة يسمى (مديان) وإنما سميت هذه القبيلة باسم (مدين) نسبة إليه حيث عاش بينهم وصاهرهم فصار له فيهم رهط و أسرة فسمّوا أهل مدين .
دعوة شعيب لقومه :
كان أهل مدين أهل تجارة وزراعة ، وكانوا أصحاب رفاهية ونعيم ، وقد كانوا على دينهم الذي ورثوه عن إبراهيم ، ولكنه لم يطل بهم العهد حتى غيّروا وبدلوا وكفروا بالله ، وانحرفوا عن الصراط المستقيم ، وقد فشت فيهم منكرات عديدة ، منها (التطفيف) في المكاييل والموازين ، فكانوا يبخسون الناس أشياءهم ، ويفسدون في الأرض ولا يصلحون .
وقد بعث الله إليهم (شعيبا) عليه السلام فدعاهم إلى توحيد الله وذكّرهم بعذابه ، ونهاهم عن تطفيف المكيال والميزان و أمرهم بالإصلاح وعدم الإفساد فآمن به قليل وكذّبه الأكثر ون ، وقد كان هؤلاء المكذّبون على غاية من الضلال والجحود ، يقعدون على الطرق يرصدون الناس الذين يأتون إلى شعيب ليصدوهم عن الدين ، ويمنعونهم عن الإيمان به ، وتوعدون من اتبعه بأنواع من التهديد والوعيد كما قال القرآن على لسان شعيب عليه السلام ( ولا تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون عن سبيل الله من آمن به وتبغونها عوجا ) ولما ألح عليهم شعيب عليه السلام في الدعوة والموعظة جاهر وه في العداء ، وادعوا أنهم لا يفقهون كلامه ، ولا يعرفون غرضه وتوعدوه بأنه لولا أن له أنصارا لقتلوه ثم هدّدوه وتوعدوه بالإخراج والطرد من القرية ، هو والذين آمنوا معه إلا أن يعودوا في ملتهم ، ويدخلون في دين قومهم .
العبرة من قصة شعيب :
العجب من هؤلاء القوم ، يأتيهم نبيهم الكريم بدعوة إنسانية كريمة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار فيقولون له : ( ما نفقه كثيرا مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفا ..) مع أن دعوته في غاية الظهور والبيان ، ويدعوهم إلى ترك عبادة غير الله فيتوعدونه بالطرد من القرية ، وإخراجه هو ومن آمن معه ، ويأمرهم بترك ذلك المنكر القبيح (تطفيف المكيال والميزان ) فيجيبونه باسخف جواب وأتفه كلام ، ساخرين منه ، متهكمين عليه في صلاته وعبادته .
عجب والله أن يهزأ الجاهل من العالم ، وأن يسخر المجنون من العاقل ، وان يصبح السفيه صاحب حجة وبيان يريد أن يظهر بها على خصمه الذي يدعوه إلى الفضيلة والطهر والعفاف ؟ متى كانت الاستفادة تعدّ نقصا ؟ ومتى كانت الفضيلة تعتبر عيبا يلام عليه الإنسان ؟ ولكنه منطق البغي والعدوان كما قال قوم لوط لنبيهم واتباعه من المؤمنين ( أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ..) كذلك كان موقف أهل مدين من شعيب عليه السلام (وقال الملأ الذّين كفروا من قومه لئن اتبعتهم شعيبا إنكم إذا لخاسرون )
هلاك قوم مدين :
ولقد كان من شدة حماقتهم أن يطلبوا إلى (شعيب) أن يسقط عليهم كسفا (قطعا) من السماء ، إن كان من الصادقين في دعوته ، فأخذهم عذاب (يوم الظّلة) بأن سلط الله عليهم الحر سبع أيام حتى غلت مياههم ، ثم ساق إليهم غمامة فاجتمعوا تحتها للاستظلال فرارا من شدة الحر . فلما تكامل عددهم في ظلها تزلزلت بهم الأرض ، وجاءتهم الصيحة وأمطرت عليهم السماء نارا فاحترقوا وصدق الله حيث يقول (فكذّبوه فأخذهم عذاب يوم الظلّة إنه كان عذاب يوم عظيم ..) .
وقد عاش شعيب بعد هلاك قومه مدة من الزمن إلى أن توفاه الله تعالى ، وذلك في الفترة الواقعة بين وفاة يوسف ونشأة موسى عليه الصلاة والسلام ، ويغلب على الظن أن أحداث إهلاك قومه كانت بعد انتقال بني إسرائيل إلى مصر والله تعالى أعلم .
ذكره في القرآن :
ورد ذكر شعيب عليه السلام في القرآن عشر مرات ، وفي مواطن متفرقة من سورة الأعراف ، وهود ، والشعراء ، والعنكبوت ، وقد أرسله الله إلى مدين ، ويعرفون أيضا بـ (أصحاب الأيكة) لقوله تعالى : (كذّب أصحاب الأيكة المرسلين إذ قال لهم شعيب ألا تتقّون ؟) ويرى بعض المفسرين أن (أصحاب الأيكة ) قوم آخرون غير أهل مدين ، أرسله الله إليهم بعد هلاك مدين فكذبوه فأخذهم عذاب (يوم الظلة) والصحيح أن أهل مدين هم أنفسهم أصحاب الأيكة ، لأن سورة الشعراء وضحت انهم كانوا يطففون المكيال والميزان ، وهذا وصف أهل مدين ، وسمّوا بأصحاب الأيكة لأن الأيكة هي الغوطة التي يكثر فيها الشجر ، وقد كانوا يجمعون بين التجارة والزراعة ،و أراضيهم كانت كثيرة الأشجار ، وافرة الثمار ، وفيها الحدائق والبساتين الغناء فلذلك سموا بأصحاب الأيكة .
نسبه عليه السلام :
هو (شعيب بن سيكيل بن يشجر بن مدين أحد أولاد إبراهيم الخليل عليه أفضل الصلاة والتسليم ) وأمّه بنت لوط عليه السلام وقد كانت بعثته بعد (لوط) لقوله تعالى في قصة قومه (وما قوم لوط منكم ببعيد ) وقبل رسالة موسى لأن الله تعالى لمّا ذكر نوحا ثم هودا ثم صالحا ثم لوطا ثم شعيبا أعقب ذلك بقوله (ثم بعثنا من بعدهم موسى بآياتنا إلى فرعون وملائه) فدلّ على أنّ (شعيبا) كان من قبل زمن موسى وهرون عليهما السلام . وقد اخطأ بعض المؤرخين فظنّ أن (شعيبا) كان زمنه بعد موسى بعدة قرون ، وهذا ينافي النص السابق ، وقد التبس الأمر عليهم بين (شعيب) وبين (شعيا) أحد الأنبياء الذين لم يذكرهم القرآن الكريم فطنوا أن (شعيا) هو شعيب ومن هنا جاء الخطأ كما نبّه عليه بعض المحققين من العلماء .
أين كانت مساكن أهل مدين ؟
كان أهل مدين قوما عربا يسكنون بلاد الحجاز ، مما يلي جهة الشام ، قريبا من (خليج العقبة) من الجهة الشمالية منه ، ويقول (الطبري) أن بين مصر وارض مدين ثماني ليال ويظهر أنها في الأرض المسماة الآن (معان) وهي جنوب فلسطين . وأهل (مدين) ينسبون إلى أحد أولاد إبراهيم وهو (مدين ابن إبراهيم) وفي التوراة يسمى (مديان) وإنما سميت هذه القبيلة باسم (مدين) نسبة إليه حيث عاش بينهم وصاهرهم فصار له فيهم رهط و أسرة فسمّوا أهل مدين .
دعوة شعيب لقومه :
كان أهل مدين أهل تجارة وزراعة ، وكانوا أصحاب رفاهية ونعيم ، وقد كانوا على دينهم الذي ورثوه عن إبراهيم ، ولكنه لم يطل بهم العهد حتى غيّروا وبدلوا وكفروا بالله ، وانحرفوا عن الصراط المستقيم ، وقد فشت فيهم منكرات عديدة ، منها (التطفيف) في المكاييل والموازين ، فكانوا يبخسون الناس أشياءهم ، ويفسدون في الأرض ولا يصلحون .
وقد بعث الله إليهم (شعيبا) عليه السلام فدعاهم إلى توحيد الله وذكّرهم بعذابه ، ونهاهم عن تطفيف المكيال والميزان و أمرهم بالإصلاح وعدم الإفساد فآمن به قليل وكذّبه الأكثر ون ، وقد كان هؤلاء المكذّبون على غاية من الضلال والجحود ، يقعدون على الطرق يرصدون الناس الذين يأتون إلى شعيب ليصدوهم عن الدين ، ويمنعونهم عن الإيمان به ، وتوعدون من اتبعه بأنواع من التهديد والوعيد كما قال القرآن على لسان شعيب عليه السلام ( ولا تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون عن سبيل الله من آمن به وتبغونها عوجا ) ولما ألح عليهم شعيب عليه السلام في الدعوة والموعظة جاهر وه في العداء ، وادعوا أنهم لا يفقهون كلامه ، ولا يعرفون غرضه وتوعدوه بأنه لولا أن له أنصارا لقتلوه ثم هدّدوه وتوعدوه بالإخراج والطرد من القرية ، هو والذين آمنوا معه إلا أن يعودوا في ملتهم ، ويدخلون في دين قومهم .
العبرة من قصة شعيب :
العجب من هؤلاء القوم ، يأتيهم نبيهم الكريم بدعوة إنسانية كريمة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار فيقولون له : ( ما نفقه كثيرا مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفا ..) مع أن دعوته في غاية الظهور والبيان ، ويدعوهم إلى ترك عبادة غير الله فيتوعدونه بالطرد من القرية ، وإخراجه هو ومن آمن معه ، ويأمرهم بترك ذلك المنكر القبيح (تطفيف المكيال والميزان ) فيجيبونه باسخف جواب وأتفه كلام ، ساخرين منه ، متهكمين عليه في صلاته وعبادته .
عجب والله أن يهزأ الجاهل من العالم ، وأن يسخر المجنون من العاقل ، وان يصبح السفيه صاحب حجة وبيان يريد أن يظهر بها على خصمه الذي يدعوه إلى الفضيلة والطهر والعفاف ؟ متى كانت الاستفادة تعدّ نقصا ؟ ومتى كانت الفضيلة تعتبر عيبا يلام عليه الإنسان ؟ ولكنه منطق البغي والعدوان كما قال قوم لوط لنبيهم واتباعه من المؤمنين ( أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ..) كذلك كان موقف أهل مدين من شعيب عليه السلام (وقال الملأ الذّين كفروا من قومه لئن اتبعتهم شعيبا إنكم إذا لخاسرون )
هلاك قوم مدين :
ولقد كان من شدة حماقتهم أن يطلبوا إلى (شعيب) أن يسقط عليهم كسفا (قطعا) من السماء ، إن كان من الصادقين في دعوته ، فأخذهم عذاب (يوم الظّلة) بأن سلط الله عليهم الحر سبع أيام حتى غلت مياههم ، ثم ساق إليهم غمامة فاجتمعوا تحتها للاستظلال فرارا من شدة الحر . فلما تكامل عددهم في ظلها تزلزلت بهم الأرض ، وجاءتهم الصيحة وأمطرت عليهم السماء نارا فاحترقوا وصدق الله حيث يقول (فكذّبوه فأخذهم عذاب يوم الظلّة إنه كان عذاب يوم عظيم ..) .
وقد عاش شعيب بعد هلاك قومه مدة من الزمن إلى أن توفاه الله تعالى ، وذلك في الفترة الواقعة بين وفاة يوسف ونشأة موسى عليه الصلاة والسلام ، ويغلب على الظن أن أحداث إهلاك قومه كانت بعد انتقال بني إسرائيل إلى مصر والله تعالى أعلم .